إمبراطور اليابان واسمه ميكادو أرسل سبعة طلاب في بداية النهضة اليابانية إلى أوروبا وأمريكا للدراسة ، هؤلاء كانوا في بلد متخلف " اليابان كان متخلفاً " فلما وجدوا في بلاد ومدن كبرى فيها مفاتن وأشياء جميلة وأشياء رخيصة فانغمسوا في الملذات الرخيصة وقصّروا في تحصيل العلم ولم ينجحواوعادوا إلى اليابان فأعدمهم الميكادو لأنه أرسلهم لمهمة محددة فنسوها وانغمسوا في شيء آخر وحينما عادوا أعدمهم ، والإنسان أرسل إلى الدنيا لمهمة محددة فإذا عرفها ونفذها وكان في مستواها سعد في الدنيا والآخرة ، وإذا تغافل عنها أو جهلها أو عمل عملاً يتناقض معها حينما يموت يصيح صيحة لو سمعها أهل الأرض لصعقوا إنها " صيحة الندم " ياليتني قدمت لحياتي فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولايوثق وثاقه أحد ،هذا كلام أسميه خطيراً يضعك أمام مسؤولياتك ويقول لك إنك مخلوق في هذه الدنيا من أجل أن تهيئ نفسك لسعادة أبدية فإن لم تفعل فلك الشقاء الأبدي ، لقد خُلِقتَ للسعادة وجئت إلى الدينا من أجل أن تؤهل نفسك من أجل سعادة الأبد في جنة عرضها السموات والأرض ، روى أن سعد بن الربيع حين تفقد " النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه بعد أن انتهت معركة أحد فقال : ما فعل سعد ابن الربيع ؟ فلم يجبه أحد فقال لأصحابه ابحثوا عنه أفي الأحياء هو أم في الأموات ؟ فأحد الأصحاب الكرام وكان أنصارياً توجه نحو ساحة المعركة ليتفقده بين القتلى إذ هو يراه وفيه رمق أخير فقال له : ياسعد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أبحث عنك أفي الأحياء أنت أم في الأموات ، تصوّر رجلاً يموت بجرح بليغ ينزف دماً وسيفارق الدنيا فيقول الجريح المحتضر سعد أبلغ رسول الله أني في الأموات وأقرئه السلام وقل له جزاك الله عنا خير ماجزى نبياً عن أمته وأقرئ قومي السلام وقل لهم لا عذر لكم عند الله إذا أُخلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف . ولم يزل هذا الصحابي الذي ندبه النبي واقفاً حتى فارق سور الحياة وعاد إلى النبي فأخبره بالخبر فبكى حتى اخضلّت لحيته بالدموع ، المهم التعليق على القصة ، هذا إنسان جريح وعلى وشك الموت وهو شاب ما هذه السعادة التي غمرت قلبه ؟ لأنه حقق الهدف الذي من أجله خُلِق ، آمن بالنبي ، وأطاع الله عز وجل ، وبذل أثمن ما يملك وهي نفسه ، روى عن الصدّيق كلمة ترن في أذني وصفه الواصفون وقالوا ما ندم عن شيء فاته من الدنيا قط ، مثلاً : إذا ذهب أحد ليعقد صفقة في بلد ما واشترى بضاعة بمئات الملايين وتوقع بيعها بألوف الملايين وحقق ربحاً كبيراً وليس " متغدياً " والساعة السادسة ولا يوجد أي مطعم يستطيع أن يأكل أفخر أكل لأن معه المال الوفير لكن المطاعم أغلقت أما الصفقة فتربح مئات الملايين فهل يتألم ، لا لأن هدفه تحقق فمن الممكن أن يأكل في الفندق سندويش لأن هدفه الكبير تحقق وهو يعيش في نشوة الربح الكبير ، فالمؤمن حينما يعرف مهمته في الدنيا وهو في مستواها وهو في طريقها يسعد سعادة الدنيا كلها لا ترضيه إذا أقبلت ولا تسخطه إذا أدبرت هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام :" إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء منزل ترح لامنزل فرح فمن عرفها لم يفرح لرخاء ولم يحزن لشقاء"
هادى الحسن المحامى
السبت 01 ديسمبر 2012, 7:59 pm من طرف يوسف سامح
» عايز اضمن حقي
الإثنين 23 أبريل 2012, 3:37 am من طرف يوسف سامح
» المصروفات المدرسية الملتزم بها الاب هى للمدارس الحكومية والمناسبة لقدرته
الثلاثاء 06 مارس 2012, 10:18 pm من طرف محمد راضى مسعود
» كيف يحصل مشترى العقار ووجود مستأجرين بعقود ايجار قديم وليس لديه عقود ايجاراتهم
الخميس 02 فبراير 2012, 5:40 pm من طرف عصام الحسينى المسلمى
» تسجيل عقد ابتدائي
الجمعة 13 يناير 2012, 9:30 am من طرف abrazek
» رمضان كريم
الخميس 28 يوليو 2011, 7:26 am من طرف admin
» lمصيف مطروح
السبت 11 يونيو 2011, 8:06 am من طرف abrazek
» لاغتصــــــــــــــاب
الخميس 26 مايو 2011, 3:53 am من طرف حسين عبداللاهي
» التعليمات العامة للنيابات بشأن التحقيق مع المحامين
الخميس 26 مايو 2011, 3:02 am من طرف حسين عبداللاهي