جحا... والحمار... والناس !

جحا... والحمار... والناس !
عجيب أمر الناس لايعجبهم العجب ولا الصيام فى رجب كما يقول المثل الشعبى الشهير...فكثيرا ماتجد نفسك تعيش فى حالة من الحيرة فى كيفية التعامل مع الاخرين وتبذل مجهودا أضافيا لتحصل على رضاهم ، لكنك بالتأكيد لن تتمكن من ارضاء أحد حتى نفسك التى بين جنبيك وحديثا ظهر علم أطلق عليه فن التعامل مع الاخرين ولكن مع وجود الفكر التقليدى والنمطية المسيطرة على حياة الناس لم تنجح فى أستخدام فنون هذا العلم الجديد لأن بعض الناس حتما سيفهمون تعاملك بصورة خاطئة ولن تنجو من سيل الانتقادات والصفات الغريبة والعجيبة التى ستنهال عليك من جميع المحيطين بك... فان عاملت الناس بتواضع من منطلق أن" من تواضع لله رفعه " قالوا عنك " مسكين غلبان " وان حاولت ان تنأى بتفسك عنهم اتقاء لما قد يأتى منهم من غلبة وهم ونكد قالوا عنك متكبر ومتعال و" شايف نفسك "... وان ضحكت فى وجوهم من منطلق أن تبسمك فى وجه أخيك صدقة قالوا عنك "انسان هايف" وربما اعتبروك "عبيط" وعلى نياتك، وان كنت جادا معهم نعتوك بأن "وشك يقطع البركة من البيت "...وان جاملتهم بكلمة حلوة من منطلق الكلمة الطيبة صدقة قالوا عنك انه يتملق وبالتأكيد يريد أن يحصل على شىء من وراء مجاملته ونعتوك بـ " الوصولى"... وان استشرتهم فى امر ما لترفع من شأنهم وتشاركهم الرأى قالوا " معندوش رأى " وربما اعتبروك شخصا تافها لاتفهم شيئا وجاؤك بارئهم العبقرية وخبرتهم الفذة، وان تمسكت برأيك ليس من باب العند وانما لانه الاقرب الى الصواب قالوا انك ديكتاتور و" راسك ناشفة "... وان نصحتهم بما قد تراه من مصلحتهم يعتبرونك مغرورا نرجسيا وتمثل دور الوصى عليهم ... وان انتقدت فيهم فعلا لايرضيك قالوا انك رجل دائم الانتقاد على "الفاضى والمليان"... وان قدمت لهم خدمة من منطلق طوبى لمن جعله الله مفتاحا للخير ومغلاقا للشر اعتبروا ذلك امرا طبيعيا وأحد واجباتك التى يجب ان تؤديها لهم بل انهم يطلبون منك المزيد وكأن كل وظيفتك فى الحياة ان تعمل لهم سكرتيرا شخصيا وان تجعل حياتهم أسهل وتقدم لهم كل مايسعدهم على طبق من ذهب ... نخلص اذن ان ارضاء الناس غاية لاتدرك وجميعنا يعرف قصة جحا وابنه وحمارهما ، ولعلى ذكرتكم بها فى سياق هذا التسلسل المتشابك الذى اجد نفسى فيه أحيانا كجحا وأحيانا أخرى كأبنه، وأرجو ان لا أكون عند بعض الناس "كحماره" حتى ولو كان محمولا على أكتاف جحا وابنه !!!